للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: {يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ}. (يخفون): في موضع نصب على الحال من الضمير في {يَقُولُونَ}، و {قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ} اعتراض بين الحال وصاحبها.

{مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ}: (ما) موصول منصوب بقوله: {يُخْفُونَ}، و {يُخْفُونَ} وزنه: يُفْعُون، ولامه محذوفة لالتقاء الساكنين هي وواو الضمير بعد أن أزيلت حركتها استثقالًا عليها.

وقوله: {يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ}. (يقولون) مستأنف، وقيل: هو بدل من {يُخْفُونَ} (١)، و {شَيْءٌ} اسم كان. والكلام في الخبر كالكلام في قوله: {هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ}، وقد ذكرتُ وأوضحتُ آنفًا (٢).

وقوله: {لَبَرَزَ الَّذِينَ}. الجمهور على فتح الباء والراء مخففًا في قوله: {لَبَرَزَ} على البناء للفاعل، وقرئ: (لَبُرِّزَ) بضم الباء وكسر الراء مشددًا على البناء للمفعول (٣)، ووجه كلتيهما ظاهر.

وقوله: {إِلَى مَضَاجِعِهِمْ} من صلة برز، والمضاجع هنا المصارع، وهي المواضع التي يسقطون فيها قتلى.

وقوله: {وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ} اللام متعلقة بفعل محذوف، أي: وليبتلي الله ما في صدوركم فعل ذلك، أو فعل ذلك لمصالح شتى، وللابتلاء والتمحيص، وقيل: {وَلِيَبْتَلِيَ} مردود على قوله تعالى: {لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ} (٤).


(١) قاله الزمخشري ١/ ٢٢٥. لكن أعقبه بقوله: والأجود أن يكون استئنافًا.
(٢) قبل قليل في نفس الآية.
(٣) نسبت لأبي حيوة، انظر إعراب النحاس ١/ ٣٧٢، والمحرر الوجيز ٣/ ٢٧٢، والبحر المحيط ٣/ ٩٠.
(٤) من الآية (١٥٣) المتقدمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>