للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن يُراد: لمن مَنِّ الله على المؤمنين مَنُّه أو بَعْثُه إذ بعث فيهم، فحُذف لقيام الدَّلالة.

أو يكون {إِذْ} في محل الرفع كإذ أو إذا في قولهم: أَخْطَبُ ما يكون الأمير إذ كان أو إذا كان قائمًا، بمعنى: لمن من الله على المؤمنين وقت بعثه (١).

وقوله: {وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}. (إنْ) هي المخففة من الثقيلة، واسمها مُضمَرٌ، وهو ضمير الشأن والحديث. واللام في {لَفِي} هي الفارقة بينها وبين النافية التي بمعنى (ما)، نحو: {إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ} (٢) هذا مذهب أهل البصرة.

و{مِنْ قَبْلُ}: مبني لقطعه عن الإِضافة، أي: من قبل بَعْثِهِ الرسولَ.

{أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٦٥)}:

قوله عز وجل: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ} الهمزة للاستفهام الذي معناه التقرير والتوبيخ، دخلت على العاطف الذي عطف جملة على جملة. واختُلف في الجملة المعطوف عليها هذه الجملة:

فقيل: هي ما مضى من قصة أُحُدٍ من قوله: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ} (٣).

وقيل: محذوفة، كأنه قيل: أفعلتم كذا وقلتم حينئذ كذا (٤).


(١) كذا ذكر الزمخشري ١/ ٢٢٨ هذين الوجهين، وعليهما ردود انظرها في البحر ٣/ ١٠٤، والمغني ١١٢ - ١١٣.
(٢) سورة الملك، الآية: ٢٠.
(٣) من الآية (١٥٢) المتقدمة في هذه السورة.
(٤) هذا القول والذي قبله كلاهما للزمخشري.

<<  <  ج: ص:  >  >>