للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و {لَمَّا}: ظرف بمعنى حين منصوب بقوله: {قُلْتُمْ}. و {أَصَابَتْكُمْ}: في موضع جر بإضافة {لَمَّا} إليه، أي: وقت إصابتكم وحينه.

وقوله: {قَدْ أَصَبْتُمْ}. في موضع رفع صفة لقوله: {مُصِيبَةٌ}، وأصلها: مُصْوِبَةٌ، قلبت الواو ياء بعد أن ألقيت حركتها على الصاد لِسكونها وانكسار ما قبلها.

وقوله: {قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا} ابتداء وخبر في محل النصب بقوله: {قُلْتُمْ}:

{وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (١٦٦)}:

قوله عز وجل: {وَمَا أَصَابَكُمْ} (ما) موصولة في موضع رفع بالابتداء، ونهاية صلتها {الْجَمْعَانِ}، والخبر: {فَبِإِذْنِ اللَّهِ}، أي: فهو كائن بإذن الله، ودخلت الفاء في الخبر لما في الكلام من معنى الشرط؛ لأن الموصول بالفعل يشبه الشرط لكونه يطلب الفعل، ولا يجوز أن تكون شرطية كما زعم بعضهم (١)؛ لأن الشرط بابه الإبهام، وهذا مختص.

وقوله: {وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ} اللام متعلق بمحذوف، أي: وليعلم الله المؤمنين متميزين من المنافقين فَعَلَ ذلك. وقيل: عَطْفٌ على معنى {فَبِإِذْنِ اللَّهِ}، أي: ما أصابكم كان بعلم الله وَلِأَنْ يعلم المؤمنين.

{وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (١٦٧)}:

قوله عز وجل: {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا} عطف عليه. {وَقِيلَ لَهُمْ} من جملة الصلة، عطف على {نَافَقُوا}. ونهاية صلة الموصول: {أَوِ ادْفَعُوا}. وقد


(١) هو ابن عطية، انظر المحرر الوجيز ٣/ ٢٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>