للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يظلم لانتفاعه بالظلم، فإذا تَرَكَ الظلمَ الكثيرَ مع زيادةِ نفعِهِ في حق من يجوزُ عليه النفعُ والضرُّ كان للظلم القليلِ المنفعةِ أتركَ، فاعرفه (١).

{الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (١٨٣)}:

قوله عز وجل: {الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ} موضع {الَّذِينَ} نصب على الذم أو جر على الرد على {الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ} (٢)، أو على العبيد (٣) على قول أبي إسحاق (٤) أو رفع على: هم الذين (٥).

وقوله: {أَلَّا نُؤْمِنَ} موضع (أن) نصب لعدم الجار وهو الباء وإفضاء الفعل إليه، أو جرٌّ على إرادة الجار وتضمين العهد معنى الإيصاء، والاختيار هنا في (أن) أنْ تكتب متصلة لكونها ناصبة للفعل، ولو كانت مخففة من الثقيلة لكان حقها أن تكتب مفصولة على قياس عِلْمِ الخَطِّ (٦).

وقوله: {حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ} القربان: ما تُقِرِّبَ به إلى الله جل ذكره. والجمهور على إسكان الراء فيه، وقرئ: (بقُرُبان) بضم الراء (٧)، ونظيره ما حكاه صاحب الكتاب رحمه الله: السُّلُطان، بضم اللام (٨). واختلف في هذا البناء على وجهين:


(١) انظر هذه الأقوال في التبيان ١/ ٣١٦.
(٢) من الآية (١٨١) المتقدمة.
(٣) من الآية السابقة.
(٤) معاني الزجاج ١/ ٤٩٤.
(٥) انظر هذه الأوجه أيضًا في مشكل مكي ١/ ١٦٩، واقتصر النحاس ١/ ٣٨٢ على الأول.
(٦) انظر أقوالًا أخرى في إعراب النحاس ١/ ٣٨٢ - ٣٨٣.
(٧) هي قراءة عيسى بن عمر كما في إعراب النحاس ١/ ٣٨٣، ومختصر الشواذ/٢٣/، والمحتسب ١/ ١٧٧، والمحرر الوجيز ٣/ ٣٠٩.
(٨) انظر كتاب سيبويه ٤/ ٢٦٠، وحكاه عنه أيضًا ابن جني في المحتسب ١/ ١٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>