للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قائمًا، {وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا} (١).

وقوله: {وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا} أي: وكفى الله، والباء صلة، و {عَلِيمًا} حال أو تمييز، وقد ذكر نظيره في غير موضع (٢).

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا (٧١)}:

قوله عز وجل: {فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا} {ثُبَاتٍ} و {جَمِيعًا} حالان من الضمير في {فَانْفِرُوا}، أي: فانفروا إذا نفرتم إلى العدو إما جماعات متفرقة سَرية بعد سرية، وإمّا مجتمعين دفعة واحدة.

وواحد: {ثُبَاتٍ}: ثُبَةٌ، ولامُها محذوفة، وأصلها: ثُبَيٌ، أو ثُبَوٌ على الخلاف المشهور، والجمع ثُبَاتٌ وثُبُونَ [وثِبُونَ] (٣) وأَثابِيّ أيضًا، قال الراجز:

١٦٠ - * دُونَ أَثَابِيَّ من الخيلِ زُمَرْ * (٤)

وتصغيرها: ثُبَيَّةٌ، فأما ثُبَةُ الحوضِ وهي وسطُهُ، فالمحذوف منها عينها وهي الواو؛ لأنه من باب ثَابَ الماء إليه يَثُوبُ، إذا رجع، وأصلها ثُوْبَةٌ، وتصغيرها ثُوَيْبَةٌ، والتاء عوض عما ذهب من الكلمة لامًا كانت أو عينًا.

{وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا (٧٢)}:

قوله عز وجلَّ: {وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ} اللام الأولى لام الابتداء،


(١) سورة هود، الآية: ٧٢.
(٢) انظر إعراب الآية (٦) و (٤٥) و (٥٥) من هذه السورة.
(٣) من (د) والصحاح (ثبا).
(٤) هو حُميد الأرقط، شاعر إسلامي من شعراء حماسة أبي تمام، وهذا البيت من شواهد الجوهري في الصحاح (ثبا). وانظر الحماسية رقم (٨٢٧) من شرح المرزوقي.

<<  <  ج: ص:  >  >>