للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: الإضمار في قوله: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا} مُسْتَحِلًّا لقتله؛ لأنه إذا اسْتَحَلّ قتل المؤمن فهو كافر فيخلد في النار.

وقيل معناه: ومن يقتل مؤمنًا لإيمانه، كقوله: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا} أي: لزناهما، {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} أي: لسرقتهما. ومن قتل مؤمنًا لإيمانه فهو كافر. وفيه أخبار وأحاديث لا يليق ذكرها ههنا (١).

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (٩٤)}:

قوله عزَّ وجلَّ: {فَتَبَيَّنُوا} قرئ: بالباء والياء والنون، من التبين، وبالتاء والثاء والباء، من التثبت (٢)، وهما من التفعل بمعنى الاستفعال، أي: اطلبوا بيان الأمر وثباته ولما تقدموا عليه من غير روية، وفي الحديث "التَبَيُّنُ من الله والعجلة من الشيطان فتبينوا" (٣).

وقوله: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ}:


(١) انظر هذه المسألة مفصلة في جامع القرطبي ٥/ ٣٣٢ - ٣٣٥. والكلام من قوله: ومذهب أهل السنة إلى هنا ساقط من (د).
(٢) كلاهما من المتواتر، فقد قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: (فتثبتوا). وقرأ الباقون: (فتبينوا). انظر السبعة / ٢٣٦/، والحجة ٣/ ١٧٣، والمبسوط / ١٨٠/، والتذكرة ٢/ ٣٠٩.
(٣) بهذا اللفظ كاملًا أورده أبو عبيد في غريب الحديث ٢/ ٣٢، وابن خالويه في إعراب القراءات السبع ١/ ١٣٦ مرفوعًا. وأخرجه الطبري ٢٦/ ١٢٤ عن قتادة رفعه، لكن بدون الكلمة الأخيرة. وأخرجه الترمذي من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "الأناة من الله، والعجلة من الشيطان". وقال الترمذي: هذا حديث غريب. انظر سنن الترمذي في البر والصلة، باب ما جاء في التأني والعجلة (٢٠١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>