للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا (٩٨) فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا (٩٩)}:

قوله عزَّ وجلَّ: {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ} نصب على الاستثناء من الهاء والميم في {مَأْوَاهُمْ} (١)، استثنى تعالى من أهل الوعيد المستضعفين الذين لا يستطيعون حِيلةً في الخروج لفقرهم وعجزهم وعدم معرفتهم بالمسالك، والاستثناء منقطع؛ لأنَّ المستثنى منهم عصاة بالتخلف عن الهجرة مع القدرة، و {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ} عاجزون عنها لعدم القدرة، فلذلك كان منقطعًا، فاعرفه.

و{مِنَ الرِّجَالِ}: في محل النصب على الحال من {الْمُسْتَضْعَفِينَ} أو من المستكن فيهم والعامل على الوجه الأول في الحال: العامل في المستثنى، وعلى الثاني: {الْمُسْتَضْعَفِينَ}.

وقوله: {لَا يَسْتَطِيعُونَ}: في محل النصب أيضًا على الحال من {الْمُسْتَضْعَفِينَ}، وكذلك {وَلَا يَهْتَدُونَ}، وقيل: هي صفة للمستضعفين أو للرجال والنساء والولدان، وإنما جاز ذلك والجمل نكرات؛ لأنَّ الموصوف وإن كان فيه حرف التعريف فليس لشيء بعينه (٢).

{وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (١٠٠)}:

قول عزَّ وجلَّ: {يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا} {يَجِدْ} مجزوم على جواب الشرط. {فِي الْأَرْضِ} متعلق بيجد. {مُرَاغَمًا} منصوب بيجد.

قيل: والمراغَم: المُهاجَرُ والطريق، يراغم الرجل بسلوكه قومه،


(١) من الآية السابقة.
(٢) الكشاف ١/ ٢٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>