للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله عز وجل: {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى} (ما) في محل الرفع إما على الفاعلية عطفًا على المستكن في {يُفْتِيكُمْ}، والذي سوغ ذلك من غير تأكيد قوله: {فِيهِنَّ}؛ لأنه يقوم مقام التوكيد، وله نظائر في التنزيل، أو على اسم الله جل ذكره، أي: الله يفتيكم، والمتلوُّ في الكتاب يفتيكم. {فِي الْكِتَابِ} وهو القرآن، [وذلك قوله: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ ... } الآية (١)، على ما فسر] (٢).

و{فِي الْكِتَابِ}: متعلق بقوله: {يُتْلَى}، أو بمحذوف على أن تجعله حالًا من المستكن في {يُتْلَى}. وقد جوز أن يكون {مَا يُتْلَى} مبتدأ، و {فِي الْكِتَابِ} خبره على أنها جملة معترضة، [والمراد بالكتاب اللوح المحفوظ على هذا، أو ما يتلى عليكم في الكتاب يبين لكم، والمراد بالكتاب على هذا القرآن، وقد جوز أن يكون في موضع نصب على: ويبين لكم ما يتلى، لأن الإفتاء تَبَيُّنٌ] (٣).

وأجاز الفراء: أن تكون (ما) في محل الجر على العطف على المجرور في {فِيهِنَّ} أي: يفتيكم فيهن وفيما يتلى عليكم (٤)، وهو نَحْوٌ كوفيٌّ لأنهم يجيزون العطف على الضمير المجرور من غير إعادة الجار، وهو غير جائز عند أهل البصرة، لاختلاله من جهة اللفظ والمعنى (٥).

و{فِي يَتَامَى النِّسَاءِ}: متعلق بقوله: {يُتْلَى}، أي: يتلى عليكم في معناهن وحكمهن، وقيل: هو بدل من {فِيهِنَّ} (٦)، فيكون من صلة


(١) سورة النساء، الآية: ٤.
(٢) انظر هذا التفسير في معاني النحاس ٢/ ٢٠٢ أيضًا.
(٣) ما بين المعكوفتين في المواضع الثلاثة ساقط من (د).
(٤) معاني الفراء ١/ ٢٩٠.
(٥) انظر في هذا معاني الزجاج ٢/ ١١٤، ومشكل مكي ١/ ٢٠٧.
(٦) قاله الزمخشري ١/ ٣٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>