للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{يُفْتِيكُمْ} وقيل: هو من صلة {الْكِتَابِ} (١)، أي: ما كتب في معناهن، والإِضافة بمعنى (مِن) (٢) أي: في يتامى مِن النساء.

وقريء: (في ييامى النساء) بياءين (٣)، على أن الأصل: أيامى، فقلبت الهمزة ياء كما قلبت في نحو قولهم: قطع الله أَدَهُ (٤)، يريدون: يده.

وأما (أيامى) فقالوا: إنها جمع أيِّم، وأصلها أيائم جمع أَيِّم، كسيِّد وسيائد، فقدمت اللام وأخرت العين فصار أيامِي، فأبدلت من الكسرة فتحة، ومن الياء ألفًا، فوزنها فيالع مقلوبةٌ من فياعل؛ لأن أَيِّمًا فَيْعَلٌ، هذا مذهب جمهور النحاة في أيم وأيامى.

أبو الفتح: ولو ذهب به ذاهب إلى ما أَذكرُهُ لك لم أرَ به بأسًا، وذلك كأنه كُسِّرَ آيم فاعل على فَعْلَى وهو أَيْمى من حيث كانت الأيمةُ بليةً تُدفع إليها، فجرى مجرى هالك وهلكى، وزَمِن وزمنى، وسكران وسكرى، ثم كسّرت أيمى على أيامى، فوزن أيامى الآن على هذا فَعَالى ولا قلب فيها، وأنت إذا سلكت هذا الطريق أحرزت غُنْمَين، وكُفيتَ مؤونتين:

إحداهما: أن تكون الكلمة على أصلها لم تقلب ولم يغير شيء من حروفها.

والآخر: أنه لو كان الأصل أيائم لجاز، بل لكان الوجه أن يُسمع، وإنما المسموع أيامى كما ترى، فاعرف ذلك. فالييامى على هذا القول: فَعالَى تكسير أَيْمَى على فَعْلَى كهلكى، وعلى القول الآخر: فيالعُ.

ومما كُسِّر على فَعْلَى، ثم كسِّرت فَعلَى على فَعالى ما رويناه عن أبي


(١) قاله العكبري ١/ ٣٩٤.
(٢) كذا أيضًا في الكشاف الموضع السابق.
(٣) شذوذًا، ونسبت إلى أبي عبد الله المدني، انظر المحتسب ١/ ٢٠٠، والمحرر الوجيز ٤/ ٢٦٧.
(٤) هكذا أيضًا عند ابن عطية ٤/ ٢٦٨، والسمين الحلبي ٤/ ١٠٥. وكتبت في المحتسب (أديه).

<<  <  ج: ص:  >  >>