للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: {وَإِنْ تَكْفُرُوا} عطف على {اتَّقُوا}؛ لأن المعنى: أمرناهم وأمرناكم بالتقوى، وقلنا لهم ولكم: إن تكفروا فإن لله ...

{وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (١٣٢) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا (١٣٣) مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (١٣٤)}:

قوله عز وجل: {وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا} (وكيلًا) منصوب على التمييز، أو على الحال، وقد ذكرت نظيره (١).

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (١٣٥)}:

قوله عز وجل: {كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ} (شهداء) خبر بعد خبر، أو حال من المستكن في {قَوَّامِينَ} (٢). والقوام: المبالغ في القيام. والقسط بالكسر: العدل. والقسوط: الجور.

{عَلَى أَنْفُسِكُمْ}: متعلق بفعل محذوف لمطالبة (لو) به، أي: ولو شهدتم على أنفسكم، وشهادة الإِنسان على نفسه إقراره بما عليه لخصمه، وقيل: تقديره: ولو كان الحق على أنفسكم (٣).

{إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا}: اسم كان مضمر فيها تقديره: إن يكن المشهود عليه غنيًّا فلا يمنعكم غناه من أن تشهدوا عليه طلبًا لرضاه، أو فقيرًا فلا يمنعكم فقره من الشهادة ترحمًا عليه.


(١) انظر إعراب قوله تعالى: {وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا} من الآية (٦) من هذه السورة.
(٢) جوّز النحاس هذا الوجه، وذكر وجهًا ثالثًا وهو كونه نعتًا، انظر إعرابه ١/ ٤٦٠، ومشكل مكي ١/ ٢٠٨.
(٣) انظر معاني الزجاج ٢/ ١١٨، وإعراب النحاس ١/ ٤٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>