للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والهمزة بين الراء والواو من غير ألف (١)، أي: يُبَصِّرونَ الناسَ أعمالَهم، [ويحملونهم على أن يروهم يفعلون ما يتعاطونه، قاله أبو الفتح، ثم قال: وهي أقوى معنًى من يراءون بالمد على يفاعلون، لأن معنى يراءونهم: يتعرضون لأن يروهم، ويرءّونهم يحملونهم على أن يروهم، قال أبو زيد: رأت المرأة الرجل المرآة: إذا أمسكتها له ليرى وجهه، انتهى كلامه] (٢).

{وَلَا يَذْكُرُونَ} حال أيضًا من الضمير في {يُرَاءُونَ} أي: يراؤونهم غير ذاكرين.

{إِلَّا قَلِيلًا}: صفة لمصدر محذوف، أي: إلا ذكرً قليلًا في الندرة، أو زمان، أي: إلَّا وقتًا قليلًا.

{مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا (١٤٣) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا (١٤٤)}:

قوله عز وجل: {مُذَبْذَبِينَ}: إما حال من الضمير في {يُرَاءُونَ}، أي: يراؤونهم غير ذاكرين مذبذبين، أو من الضمير في {وَلَا يَذْكُرُونَ}، أو منصوب على الذم.

والمذبذب: الذي ذبذبه الشيطان أو النفاق بينَ الإِيمانِ والكفر، وأصل التذبذب الاضطراب والتحرك، والمنافقون مضطربون في دينهم مترددون بين


(١) قراءة شاذة نسبت إلى عبد اللَّه بن أبي إسحاق، والأشهب العقيلي. انظر المحتسب ١/ ٢٠٢. وإعراب النحاس ١/ ٤٦٣ وفيه: الأعرج بدل الأشهب. والكشاف ١/ ٣٠٧، والمحرر الوجيز ٤/ ٢٨٨ - ٢٨٩ وفيه أنها قراءة الجمهور. وهو تصحيف بلا شك لم ينتبه إليه محققو الكتاب طبع المجلس العلمي بفاس، فيجب أن تكون العبارة فيه هكذا: وقرأ جمهور الناس [يراءون، وقرأ ابن أبي إسحاق والأشهب العقيلي] يرءُّون، بهمزة مضمومة مشددة .. أقول: فسقطت العبارة التي بين المعكوفتين منه والله أعلم.
(٢) المحتسب ١/ ٢٠٢. وما بين المعكوفتين ساقط من (د) و (ط).

<<  <  ج: ص:  >  >>