للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإِيمان والكفر، يقال: ذَبْذَبَهُ ذَبْذَبَةً، وتَذبذبَ تَذبذُبًا.

والجُلّ على فتح الذال الثانية على البناء للمفعول، على معنى أن الشيطان أو النفاق حملهم على ذلك، وقريء: بكسرها على البناء للفاعل (١)، بمعنى يذبذبون قلوبهم أو رأيهم. وذبذب أَصْلٌ بنفسه عند أهل البصرة، وليس الذال الثاني بدلًا من شيء، وعند أهل الكوفة بدل من الباء، وأصله ذَبَّبَ.

وعن ابن القعقاع: (مدبدبين) بالدال المهملة مكان الذال المعجمة (٢)، قيل: والمعنى أَخَذَ بهم تارة في دُبَّةٍ، وتارة في دبة، فليسوا بماضين على دُبَّةٍ واحدة (٣). والذُبَّةُ: الطريقة، يقال: دعني ودُبَّتِي، أي: دعني وطريقتي (٤) وسجيتي.

{بَيْنَ ذَلِكَ}: (بين) ظرف لـ {مُذَبْذَبِينَ}، و {ذَلِكَ} إشارة إلى الكفر والإيمان، و {ذَلِكَ} قد يقع على شيئين، كقوله: {عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ} (٥)، وقد ذُكِر ثَمَّ بأشبع من هذا.

{لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ} (إلى) متعلق بمحذوف، لا منسوبين إلى هؤلاء فيكونوا مؤمنين، ولا منسوبين إلى هؤلاء فيسموا كافرين، والجملة في محل النصب على الحال من المستكن في {مُذَبْذَبِينَ}، كأنه قيل: يذبذبون متلونين. والإِشارة في {هَؤُلَاءِ}: في الموضعين إلى الصنفين.

{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (١٤٥)}:


(١) قراءة شاذة نسبت في المحتسب ١/ ٢٠٣ إلى ابن عباس رضي الله عنهما وعمرو بن فايد، وهي كذلك في المحرر الوجيز ٤/ ٢٩٠.
(٢) يظهر أنها رواية شاذة عن أبي جعفر يزيد بن القعقاع. انظر الكشاف ١/ ٣٠٧، والدر المصون ٤/ ١٢٨.
(٣) الكشاف ١/ ٣٠٧.
(٤) في (د): وطريقي.
(٥) سورة البقرة، الآية: ٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>