للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المجملات، وترجيح المحتملات، وتقرير الواضحات» (١).

«والدلالة في كل موضع بحسب سياقه، وما يحف به من القرائن اللفظية والحالية» (٢).

وقد اهتم الصحابة والتابعون بالسياق في تفسير القرآن، وحثوا على النظر فيما قبل الآية وما بعدها، فعن مسلم بن يسار (٣)

قال: «إذا حدثت عن الله حديثاً، فقف حتى تنظر ما قبله وما بعده» (٤).

ولأهميته استعانوا به في تفسير الآيات، ومن أمثلة ذلك:

١ - ما جاء عن ابن عباس - رضي الله عنه - في قوله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ} (٥) قال: «فمنهن: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا}، ومنهن: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ


(١) البحر المحيط في الأصول للزركشي (٦/ ٥٢).
(٢) مجموع الفتاوى لابن تيمية (٦/ ١٤).
(٣) هو أبو عبد الله مسلم بن يسار البصري الفقيه الزاهد، روى عن عبادة وابن عباس، وعنه ابن سيرين وقتادة وأيوب، وتوفي في خلافة عمر بن عبد العزيز عام (١٠٠) أو (١٠١).

انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (٧/ ١/١٣٥)، وحلية الأولياء (٢/ ٢٩٠)، وتاريخ الإسلام حوادث سنة (٨١ - ١٠٠ ص ٤٧٥).
(٤) فضائل القرآن لأبي عبيد (٢/ ٢١٤)، ومصنف ابن أبي شيبة (١٤/ ٢٥)، وحلية الأولياء (٢/ ٢٩٢).
(٥) سورة البقرة من الآية (١٢٤).

<<  <   >  >>