للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولارتباط الحفظ بالفهم والعمل كان الصحابة ينظرون لمن يحفظ سورة البقرة وآل عمران نظرة إجلال وتقدير، فعن أنس - رضي الله عنه - قال: كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جدَّ فينا، أي: عظم، وفي رواية أخرى: يعد فينا عظيماً (١).

سابعاً: التدبر لكتاب الله والتأمل في معانيه:

والتدبر للقرآن الكريم إلى جانب كونه يفيد القارئ في اتعاظه بالقرآن، وانتفاعه بأوامره ونواهيه وزواجره، فإنه يفتح له آفاقاً أوسع في فهم القرآن، ويطلع بسببه على معاني وفوائد وحكم لم تكن لتظهر له لولا تمهله في قراءته وتدبره لكتاب الله.

والتدبر في معناه اللغوي يعود إلى التأمل في الشيء، والنظر والتفكر في عاقبته (٢)، وقد ذم الله تعالى الكفار على إعراضهم عن تدبر القرآن الكريم، مما ترتب


(١) أخرجه الإمام أحمد في المسند (٣/ ١٢٠ - ١٢١)، وابن حبان في صحيحه كما في الإحسان (٢/ ٦٢)، والبغوي في شرح السنة (١٣/ ٣٠٥ - ٣٠٦)، وقول أنس - رضي الله عنه - ورد في قصة النصراني الذي أسلم ثم ارتد ثم مات كافراً، والقصة دون الشاهد هنا في صحيح البخاري، في كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام (٤/ ١٨١)، ومسلم في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم (٤/ ٢١٤٥) برقم (٢٧٨١).
(٢) انظر الجامع لأحكام القرآن (٣/ ١٨٦٠)، والقاموس المحيط (ص ٤٩٩) مادة "دبر".

<<  <   >  >>