للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على معنى في المسمّى غير المعنى الآخر مع اتحاد المسمّى، فهي في حقيقتها ترجع إلى شيء واحد، لكن يوهم نقلها على اختلاف اللفظ على أنه خلاف محقق (١).

مثل اختلاف عبارات السلف في المراد بالصراط المستقيم، فعن علي بن أبي طالب وابن مسعود - رضي الله عنهما - أن الصراط المستقيم كتاب الله تعالى.

ورواية أخرى عن ابن مسعود وجابر وابن عباس - رضي الله عنهم - أنه الإسلام.

وعن أبي العالية والحسن قالا: «هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصاحباه من بعده» (٢).

وعند تأمل هذه الأقوال نجدها متفقة، فكلها من الصراط المستقيم، فالإسلام لا يكون إلا بإتباع القرآن والرسول - صلى الله عليه وسلم -.

قال ابن تيمية بعدما ذكر الأقوال في معنى الصراط المستقيم: «فهؤلاء كلهم أشاروا إلى ذات واحدة، لكن وصفها كل منهم بصفة من صفاتها» (٣).

٢ - أن يذكر كل واحد منهم من الاسم العام بعض أنواعه على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع، لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه، ومن أمثلته:


(١) مجموع الفتاوى لابن تيمية (١٣/ ٣٣٣)، والموافقات (٥/ ٢١١).
(٢) جامع البيان (١/ ١٧٣ - ١٧٥)، وتفسير ابن أبي حاتم (١/ ٣٠).
(٣) مجموع الفتاوى (١٣/ ٣٣٦).

<<  <   >  >>