للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من مساوئ الاختلاف وعواقبه السيئة علمنا القدر الكبير الذي يحملونه تجاهه، ومن الشواهد عنهم:

١ - اختلف أبي بن كعب وابن مسعود في صلاة الرجل في الثوب الواحد، فقال أبي: يصلي في الثوب الواحد، وقال ابن مسعود: في ثوبين، فبلغ عمر، فأرسل إليهما، فقال: اختلفتم في أمر فلم يدر الناس بأي ذلك يأخذون؟ ! ، لو أتيتما لوجدتما عندي علماً، القول ما قال أبي، ولم يأل ابن مسعود (١).

وذكر ابن القيم أنه لم يكن أحد بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - أشد عليه الاختلاف من عمر (٢).

٢ - وقال علي - رضي الله عنه - لقضاته: «اقضوا كما كنتم تقضون، فإني أكره الاختلاف، حتى يكون للناس جماعة أو أموت كما مات أصحابي» (٣).

٣ - وترك ابن مسعود - رضي الله عنه - مخالفة أمير المؤمنين عثمان - رضي الله عنه - في إتمام الصلاة بمنى، وكان يرى القصر كما هي سنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فترك ذلك وأتم مع عثمان، وقال: «وددت أن لي من أربع ركعات ركعتين متقبلتين، فقيل له في ذلك، فقال: الخلاف


(١) مصنف عبد الرزاق (١/ ٣٥٦) وجامع بيان العلم وفضله (٢/ ٨٤).
(٢) إعلام الموقعين (١/ ٢٥٩).
(٣) صحيح البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب علي - رضي الله عنه - (٤/ ٢٠٨ - ٢٠٩).

<<  <   >  >>