للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا} (١)، وقوله: {وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} (٢)، وقوله: {أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} (٣)، ونحو هذا من القرآن، قال: «أمر الله المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم: إنما هلك من كان قبلكم بالمراء والخصومات في دين الله» (٤).

وما تقدم يبين لنا حجم الاختلاف بين الصحابة والتابعين - رضي الله عنهم - ومقداره، ويمكن القول بأن الخلاف الحقيقي الذي وقع بينهم كان في حجمه الطبيعي الذي لا مفر منه بحكم السنة التي أجراها الله تعالى في خلقه من وجود الاختلاف {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ}، ولذلك يمكن وصف اختلافهم بأنه اختلاف ضرورة لا يلحقهم بسببه ذم كما تشير إليه الآيات التي ذمت الاختلاف (٥)، وكانت له مسوغات ودوافع ألجأت إليه، فلم يكن بسبب اتباع الهوى، أو حباً في العلو والاستكبار ونحو ذلك من المقاصد الفاسدة التي حدثت عند غيرهم.

وقد أفاض العلماء في بيان أسباب اختلاف المفسرين، ومنها ما ينطبق على


(١) سورة النساء من الآية (١٤٠).
(٢) سورة الأنعام من الآية (١٥٣).
(٣) سورة الشورى من الآية (١٣).
(٤) جامع البيان (٧/ ٦٠٤، ٩/ ٣١٥، ٦٧٠)، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي (١/ ١٢٧).
(٥) انظر صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - للألباني (ص ٥٤).

<<  <   >  >>