للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرخاء» (١).

الثاني: النقاش العلمي الذي يقع للعلماء مع أقرانهم وطلابهم، ومن أمثلته:

١ - عن فروة بن نوفل الأشجعي (٢) قال: «قال ابن مسعود: إن معاذاً كان أُمَّة قانتاً لله حنيفاً، فقلت في نفسي: غلط أبو عبد الرحمن، إنما قال الله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ} (٣)، فأعادها علي، فقال: إن معاذ بن جبل كان أمة قانتاً لله حنيفاً ولم يك من المشركين، فعرفت أنه تعمد الأمر تعمداً، فسكت، فقال: أتدري ما الأمة وما القانت؟ ، فقلت: الله أعلم، فقال: الأمة الذي يعلم الناس الخير، والقانت المطيع لله ولرسوله، وكذلك كان معاذ، كان يعلم الناس الخير، وكان مطيعاً لله ولرسوله» (٤).


(١) جامع البيان (١٩/ ٦٣٠)، وعزاه في الدر المنثور (٥/ ٢٨٩) إلى ابن أبي حاتم.
(٢) الكوفي، روى عن علي بن أبي طالب وعائشة، وعنه أبو إسحاق السبيعي وهلال بن يساف، خرج له مسلم وأهل السنن.
انظر: التاريخ الكبير (٤/ ١/١٢٧)، والثقات لابن حبان (٥/ ٢٩٧)، وتهذيب التهذيب (٣/ ٣٨٥).
(٣) سورة النحل من الآية (١٢٠).
(٤) الطبقات الكبرى لابن سعد (٢/ ٢/١٠٨)، وجامع البيان (١٤/ ٣٩٤)، والمعجم الكبير للطبراني (١٠/ ٦٠)، وحلية الأولياء (١/ ٢٣٠)، وقول فروة: فقلت في نفسي؛ أي بصوت منخفض، بدلالة الرواية الأخرى في جامع البيان عن مسروق قال: «فقال رجل من أشجع يُقال له فروة بن نوفل: نسي إنما ذاك إبراهيم .... ».

<<  <   >  >>