للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وما جاء عن قتادة في قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ} (١) أنه قال: «إن لم يكونوا الحرورية والسبائية فلا أدري من هم؟ » (٢).

ومن المعلوم أن آية آل عمران نزلت في وفد نجران كما تقدم، ومراد قتادة ومن قبله أن الآية تشملهم ويدخلون في عمومها (٣).

سابعاً: التكذيب بآيات الله تعالى وردها والطعن بها وبدلالتها على المراد عندما تكون صريحة في إبطال معتقداتهم التي قرروها وأصلوها، في حين أنهم يتعلقون بالآيات التي توافق أهواءهم، فأهل البدع يقررون عقائدهم أولاً، فإذا جاء في القرآن ما يبطلها كذبوه وردوه، ولذا جاء وصفهم بأنهم يكذبون بالقرآن (٤)، وصنيعهم هذا من الإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعض المذموم فاعله في قوله تعالى: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} (٥)، وهو أيضاً من الخوض في آيات الله تعالى الوارد ذمه في قوله: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا


(١) سورة آل عمران من الآية (٧).
(٢) جامع البيان (٥/ ٢٠٧)، ومعالم التنزيل (٢/ ٩).
(٣) انظر الاعتصام (١/ ١٠٣).
(٤) كتاب القدر للفريابي (ص ١٥٧).
(٥) سورة البقرة من الآية (٨٥).

<<  <   >  >>