للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والتبدع، وإياكم والتنطع، وإياكم والتعمق، وعليكم بالعتيق» (١).

٢ - وعن ابن عباس أنه ذكر له الخوارج واجتهادهم وصلاحهم، فقال - رضي الله عنه -: «ليسوا هم بأشد اجتهاداً من اليهود والنصارى، وهم على ضلالة» (٢).

وذكر له مرة ما يصيبهم عند قراءة القرآن، فقال: «يؤمنون عند محكمه، ويهلكون عند متشابهه» (٣).

قال الآجري (٤) تعليقاً على قول ابن عباس: «فلا ينبغي لمن رأى اجتهاد خارجي قد خرج على إمام: عدلاً كان الإمام أم جائراً، فخرج وجمع جماعة وسلَّ سيفه واستحل قتال المسلمين، فلا ينبغي له أن يغتر بقراءته للقرآن، ولا بطول قيامه في الصلاة، ولا بدوام صيامه ولا بحسن ألفاظه في العلم إذا كان مذهبه


(١) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (١١/ ٢٥٢)، والدارمي في سننه (١/ ٥٨) واللفظ له، وابن وضاح في ما جاء في البدع (ص ٦٤)، ومحمد بن نصر في السنة (ص ٢٩ - ٣٠)، والطبراني في المعجم الكبير (٩/ ١٧٠)، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (١/ ٨٧)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (٢/ ١٩٣).
(٢) مصنف عبد الرزاق (١٠/ ١٢٠، ١٥٣)، ومصنف ابن أبي شيبة (١٥/ ٣١٣)، والشريعة للآجري (ص ٣٠) واللفظ له.
(٣) مصنف ابن أبي شيبة (١٥/ ٣١٣)، وجامع البيان (٥/ ٢١٤)، والشريعة للآجري (ص ٣٠)، وانظر ما يأتي (ص ٣٣٠).
(٤) هو أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الآجري البغدادي، كان صاحب سنة واتباع، من مؤلفاته: الأربعين، وتحريم النرد، وأخلاق العلماء، انتقل إلى مكة، وبها توفي سنة (٣٦٠).
انظر: تاريخ بغداد (٢/ ٢٤٣)، وسير أعلام النبلاء (١٦/ ١٣٣).

<<  <   >  >>