كتاب نقد الصحابة والتابعين للتفسير

ثالثا نقد تفاسير أهل البدع - منهج أهل البدع في فهم القرآن وتأويله - ص: 295

يخوضون في آيات الله» (١).

وقال لرجل من أصحابه: «لا تخاصم؛ فإن الخصومة تكذب القرآن» (٢).

ثامناً: ومن سمات بعض المبتدعة في تعاملهم مع القرآن الكريم، والتي قد تؤثر في نظرة الناس إليهم ما يُرى من شدة تعظيمهم للقرآن بكثرة تلاوته ودعوتهم للتحاكم إليه، إضافة إلى ما هم عليه من الاجتهاد في العبادة كالصلاة والصيام، وقد أشار النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى هذا المسلك حين وصف للخوارج بقوله: «يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم» (٣)، وهذا المظهر الخارجي قد يشكل على بعض المسلمين، فيلتبس عليه أمرهم، وقد يكون سبباً في الانسياق خلف معتقداهم والتأثر بها، وقبول آرائهم حول معاني القرآن، وقد عجب بعض التابعين من هذا المظهر الخارجي الذي عليه أهل الأهواء، فنقلوا ذلك إلى الصحابة فحذروا منهم، ومن الشواهد على ذلك:

١ - عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: «إنكم ستجدون أقواماً يزعمون أنهم يدعونكم إلى كتاب الله، وقد نبذوه وراء ظهورهم، فعليكم بالعلم، وإياكم

---

(١) الطبقات الكبرى لابن سعد (٥/ ٢٣٦)، وسنن الدارمي (١/ ٧٦، ١١٦)، وجامع البيان (٩/ ٣١٤)، والإبانة لابن بطة " الإيمان" (٢/ ٤٤١، ٤٩٥)، وحلية الأولياء (٣/ ١٨٤).
(٢) الطبقات الكبرى لابن سعد (٥/ ٢٣٦)، والإبانة " الإيمان" (٢/ ٤٩٥).
(٣) أخرجه البخاري في كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام (٤/ ١٧٩)، ومسلم في كتاب الزكاة (٢/ ٧٤٤) برقم (١٠٦٤/ ١٤٨) من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - ..