للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فذكر منها: «وتفسير لا يعلم تأويله إلا الله، من ادعى علمه فهو كاذب» (١).

ويندرج تحت هذا القسم صور:

الصورة الأولى: حقيقة صفات الله والإحاطة بكنهها وكيفيتها، وهي متشابهة من هذه الجهة، أما من حيث معرفة معانيها ودلالتها فهي من المحكم، كما قال الإمام مالك عن الاستواء: الاستواء معلوم، والكيف مجهول (٢).

ومما يدل على دخولها في المتشابه ما جاء عن طاوس قال: «سمعت رجلاً يحدث ابن عباس بحديث أبي هريرة هذا (٣)، فقام رجل فانتفض، فقال: ما فرق


(١) تفسير عبد الرزاق (١/ ٥٩)، وجامع البيان (١/ ٧٠)، وأخرجه ابن جرير في (١/ ٧٠)، وابن المنذر في تفسيره (١/ ١٣١) عن ابن عباس مرفوعاً، ولفظه عند ابن جرير: «ومتشابه لا يعلمه إلا الله، ومن ادعى علمه سوى الله فهو كاذب»، وذكر أن في إسناده نظراً، قال ابن كثير في تفسيره (١/ ١٨): «والنظر الذي أشار إليه في إسناده هو من جهة محمد بن السائب الكلبي، فإنه متروك الحديث، لكن قد يكون إنما وهم في رفعه، ولعله من كلام ابن عباس».
(٢) انظر تفصيل ذلك في: مجموع الفتاوى (٣/ ٥٧ - ٥٩، ١٣/ ٣٠٦، ١٧/ ٣٧٣، ٣٧٩، ٤٢٦)، والرسالة التدمرية مع التحفة المهدية (ص ٢٣٢) وما بعدها، والقواعد الكلية للأسماء والصفات (ص ٣٠٣)، وسيأتي تخريج قول مالك قريباً.
(٣) هو قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «فأما النار فإنهم يلقون فيها، وتقول: هل من مزيد؟ ، فلا تمتلئ حتى يضع رجله - أو قال: قدمه - فيها، فتقول: قط، قط، قط، فهنالك تملأ وتنزوي بعضها إلى بعض»، أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب التفسير، باب: {وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} (٦/ ٤٧ - ٤٨).

<<  <   >  >>