للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هؤلاء يجدون رقة عند محكمه، ويهلكون عند متشابهه؟ ! » (١).

الصورة الثانية: ما أخبر الله به عن الساعة وأشراطها وما يقع فيها، فإنه لا يعلم وقته وقدره ونوعه وصفته إلا الله عز وجل (٢).

الصورة الثالثة: الحروف المقطعة عند من يرى أنه لا سبيل إلى معرفة المراد بها، فابن عباس في بعض أقواله يرى أنها من المتشابه (٣).

وعن داود بن أبي هند (٤) قال: «كنت أسأل الشعبي عن فواتح السور، فيقول: يا داود إن لكل كتاب سراً، وإن سر هذا القرآن فواتح السور فدعها، وسل


(١) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (١١/ ٤٢٣)، وابن أبي عاصم في السنة (١/ ٢١٢)، قال الألباني في تعليقه عليه: «إسناده صحيح»، وقوله: «ما فرق هؤلاء؟ ! » أي: ما خوفهم وفزعهم عند ذكر أحاديث الصفات، وانتفض الرجل استنكاراً للحديث والصفة المذكورة فيه؛ إما لأن عقله لم يحتمله، أو لاعتقاده عدم صحته، وأنكر عليه ابن عباس؛ لأن الواجب الإيمان والتسليم لما صح عن الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وإن لم يحط به علماً. انظر: تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد (ص ٥١٥)، والقول المفيد لابن عثيمين (٢/ ٣٠٤).
(٢) انظر: جامع البيان (٥/ ١٩٩)، ومجموع الفتاوى (١٣/ ٢٧٨، ١٧/ ٣٧٢ - ٣٧٣).
(٣) معالم التنزيل للبغوي (٢/ ٨).
(٤) هو داود بن دينار القشيري، أبو بكر البصري، رأى أنساً، وروى عن كبار التابعين، كان من حفاظ البصرة، قال الذهبي: «كان رأساً في العلم والعمل»، توفي سنة (١٣٩ أو ١٤٠).
انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (٧/ ٢/٢٠)، وتذكرة الحفاظ (١/ ١٤٦).

<<  <   >  >>