للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأمطار ومتى ينزل المطر؟ ، وكذلك في الجاريات والمقسمات، فهذا لا يعلمه إلا الله» (١).

وقال ابن كثير: «وكأنه - والله أعلم - إنما ضربه لما ظهر من حاله أن سؤاله سؤال استشكال، لا سؤال استرشاد واستدلال، كما يفعله كثير من المتفلسفة الجهال والمبتدعة الضلال، فنسأل الله العافية في هذه الحياة الدنيا وفي المآل» (٢).

٢ - وسأل ابن الكواء (٣) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فقال: «يا أمير المؤمنين ما {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا (١) فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا (٢) فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا (٣) فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا} (٤)؟ ، فقال: ويلك سل تفقهاً، ولا تسأل تعنتاً» (٥).


(١) مجموع الفتاوى (١٣/ ٣١٢).
(٢) مسند الفاروق (٢/ ٦٠٦ - ٦٠٧)، وانظر تعليق الآجري على هذه القصة في الشريعة (ص ٧٩).
(٣) هو عبد الله بن عمرو اليشكري، اشتهر بصحبة على - رضي الله عنه -، قال ابن حجر: «له أخبار كثيرة مع علي، وكان يلزمه ويعييه في الأسئلة، وقد رجع عن مذهب الخوارج، وعاود صحبة علي».
انظر: المعارف (ص ٥٣٥)، ولسان الميزان (٣/ ٤٠٦).
(٤) سورة الذاريات الآيات (١ - ٤).
(٥) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (٢/ ١٩٥)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم (١/ ١١٤)، وهو في الجامع لابن وهب (٢/ ٦٥ - ٦٦) بلفظ: «ثكلتك أمك يا بن الكواء».
والقصة - دون قوله: "ويلك ... " - أخرجها: ابن جرير في جامع البيان (٢١/ ٤٨١)، والحاكم في المستدرك (٢/ ٤٦٦ - ٤٦٧)، وانظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٥/ ٤٧، ٧/ ٣٩١)، وفتح الباري (٨/ ٥٩٩).
وقد ذكر ابن تيمية في مجموع الفتاوى (١٣/ ٣١٢) الفرق بين فعل عمر مع صبيغ، وفعل علي مع ابن الكواء؛ فذكر أن علياً لم يؤدب ابن الكواء كما فعل عمر مع صبيغ؛ لأن رعيته كانت ملتوية عليه، ولم يكن مطاعاً فيهم طاعة عمر حتى يؤدبه، وانظر تعليق محمد رشيد رضا على القصة في الاعتصام (١/ ٨١).

<<  <   >  >>