للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قالوا: قد كفر، فمن كفر عدل به، ومن عدل بربه فقد أشرك بربه، فهؤلاء الأئمة مشركون ومن أطاعهم، فيخرجون فيفعلون ما رأيت؛ لأنهم يتأولون هذه الآية، وفتحت لهم هذه الآية باباً كبيراً، وقولهم فيه لغير الحق» (١).

٤ - وعن سعيد (٢) قال: «كان قتادة يحيل هذه الآية: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} على الخوارج وأهل البدع» (٣).

٥ - وكان - رحمه الله - ينعى على المبتدعة اتباعهم المتشابه، فعند قوله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (٤) قال: «إذاً والله يجدون في القرآن زاجراً عن معصية الله لو تدبره القوم فعقلوه، ولكنهم أخذوا بالمتشابه فهلكوا عند ذلك» (٥).


(١) تفسير القرآن لابن المنذر (١/ ١٢٠ - ١٢١)، والشريعة للآجري (ص ٢٩)، وانظر الدر المنثور (٢/ ٤).
(٢) هو ابن أبي عروبة العدوي، أبو النضر البصري، روى عن الحسن، وعنه الأعمش وشعبة، من المكثرين في الحديث، ومن أثبت الناس في قتادة، اختلط في آخر عمره، توفي عام (١٥٦).
انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (٧/ ٣٣)، وتذكرة الحفاظ (١/ ١٧٧).
(٣) الإبانة لابن بطة "الإيمان" (٢/ ٦٠٧).
(٤) سورة محمد آية (٢٤).
(٥) جامع البيان (٢١/ ٢١٦).

<<  <   >  >>