للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦ - وقال في قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ}: «طلب القوم التأويل فأخطئوا التأويل، وأصابوا الفتنة، فاتبعوا ما تشابه منه، فهلكوا من ذلك» (١).

٧ - وقال أيوب - رحمه الله -: «ما أعلم أحداً من أهل الأهواء إلا يخاصم بالمتشابه» (٢).

ثالثاً: حث الأتباع والتلاميذ على الإيمان بالمتشابه والتسليم به، والإمساك عن الكلام فيما يشتبه على المرء من نصوص الكتاب، وهذا الأسلوب كالذي قبله له أثر في كف الناس عن الانسياق خلف المبتدعة وما يلقونه من شبه حول القرآن وتفسيره، وهي تربية أرشد إليها القرآن عندما ذكر حال الراسخين في العلم مع الآيات المتشابهة، وأنهم يقولون: {آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا}، وإذا كان هذا هو حال الراسخين في العلم فمن دونهم من باب أولى.

ومما جاء عن الصحابة والتابعين في ذلك:

١ - قول معاذ - رضي الله عنه -: «أما القرآن فمنار كمنار الطريق، ولا يخفى على أحد، فما عرفتم منه فلا تسألوا عنه أحداً، وما شككتم فيه فكلوه إلى عالم» (٣).


(١) جامع البيان (٥/ ٢٠٨).
(٢) الإبانة "الإيمان" (٢/ ٥٠١، ٦٠٩).
(٣) مصنف ابن أبي شيبة (١٠/ ٤٨٩)، وجامع بيان العلم وفضله (٢/ ١١١).

<<  <   >  >>