للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يحجموا عنه، وقرر ذلك من وجهين:

الوجه الأول: ما جاء عنهم أنهم فسروا القرآن كله، يقول: «ما في القرآن آية إلا وقد تكلم الصحابة والتابعون لهم بإحسان في معناها، وبينوا ذلك» (١)، وذكر بعض الشواهد على ذلك (٢).

الوجه الثاني: ما نقل عن بعضهم أنه فسر الآيات المتشابهة كأبي بن كعب وابن عباس (٣).

وينبغي تنزيل كلام ابن تيمية على أنهم فسروا المتشابه النسبي الذي يمكن لبعض الناس معرفته.

وهناك دواع اقتضت قيام الصحابة والتابعين بتفسير المتشابه الذي ذموا طلب تأويله، ويمكن حصرها في أمرين:

الأمر الأول: الرد على مغرض يسعى لإحراجهم بإثارة المتشابه وطلب تأويله، أو يسعى لضرب القرآن بعضه ببعض، وقد يكون لكلامه تأثير في السامعين، ومثل هذا ينبغي الرد عليه لئلا يتسبب في ضلال أحد أو انحرافه، ومن


(١) مجموع الفتاوى (١٧/ ٣٩٧).
(٢) انظر المصدر السابق (١٣/ ٣٠٧، ١٧/ ٣٩٥، ٤٠٢).
(٣) المصدر السابق (١٧/ ٤٠٧ - ٤٠٩).

<<  <   >  >>