للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التابعين؛ على أن من جرحه من الأئمة لم يمسك عن الرواية عنه، ولم يستغن عن حديثه، وكان حديثه متلقى بالقبول قرناً بعد قرن إلى زمن الأئمة الذين اخرجوا الصحيح، على أن مسلماً كان أسوأهم رأياً فيه، وقد أخرج له مع ذلك مقروناً» (١).

وابن سيرين مع قدحه في عكرمة - كما تقدم - يروي عنه وإن لم يسمه، فكان يقول: نبئت عن ابن عباس (٢).

وقد أخرج له البخاري في صحيحه، ولكثرة من عدله حكى بعض العلماء الإجماع على ذلك (٣).

أما مقامه في تفسير القرآن فقد أثنى كثير من العلماء على تقدمه فيه:

فالشعبي مع ورعه الشديد عن التفسير يقول عنه: «ما بقي أحد أعلم بكتاب الله تعالى من عكرمة» (٤).

والحسن مع إمامته ترك كثيراً من تفسير القرآن حين قدم عكرمة البصرة كما حكاه أيوب وابن عيينة (٥).


(١) هدي الساري (ص ٤٢٩ - ٤٣٠)، ونقله عن ابن منده.
(٢) انظر الطبقات الكبرى لابن سعد (٥/ ٢١٥).
(٣) تهذيب التهذيب (٣/ ١٣٨).
(٤) حلية الأولياء (٣/ ٣٢٦).
(٥) العلل لأحمد (١/ ١٦٤)، وتفسير ابن أبي حاتم (٨/ ٢٧٤٧)، والكامل لابن عدي (٦/ ٤٧٣)، وتاريخ دمشق (٤١/ ٩١).

<<  <   >  >>