للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فكان شعبة ينكر أن يكون الضحاك لقي ابن عباس قط، وسأل مشاشاً (١): سمع الضحاك من ابن عباس؟ ، فقال: ما رآه قط، أو قال: لا ولا كلمة (٢).

وقال ابن حبان: «من زعم أنه لقي ابن عباس فقد وهم» (٣).

وقال ابن عدي (٤): «والضحاك بن مزاحم عرف بالتفسير، فأما رواياته عن ابن عباس وأبي هريرة وجميع من روى عنه، ففي ذلك كله نظر، وإنما اشتهر بالتفسير» (٥).


(١) هو أبو ساسان السليمي البصري، روى عن عطاء وطاوس، وحدث عنه شعبة وهشيم، أخرج له النسائي، وذكره ابن حبان في الثقات.
انظر: الجرح والتعديل (٤/ ١/٤٢٤)، والثقات لابن حبان (٧/ ٥٢٥)، وتهذيب التهذيب (٤/ ٨١).
(٢) المعرفة والتاريخ (٢/ ١٤٣)، والجرح والتعديل (٢/ ١/٤٥٩)، والضعفاء الكبير للعقيلي (٢/ ٢١٨)، والكامل لابن عدي (٥/ ١٥٠)، وفي الطبقات الكبرى لابن سعد (٦/ ٢١٠) أن مشاشاً سأل الضحاك: لقيت ابن عباس؟ ، فقال: لا.
(٣) الثقات (٦/ ٤٨٠).
(٤) هو أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني، يعرف بابن القطان، ولد سنة (٢٧٧)، برز في علم الجرح والتعديل، من مصنفاته غير الكامل: الانتصار على مختصر المزني، والمعجم، توفي سنة (٣٦٥).
انظر: تذكرة الحفاظ (٣/ ٩٤٠)، وطبقات الحفاظ (ص ٣٨٠).
(٥) الكامل (٥/ ١٥٢)، وانظر سوى ما تقدم: التاريخ الكبير (١/ ٢/٣٥٣)، وتهذيب الكمال (١٣/ ٢٩٢)، وميزان الاعتدال (٣/ ٣٩)، والعجاب لابن حجر (ص ٦٠)، وإرواء الغليل (٢/ ١٤٣).

وذهب أحمد شاكر في تحقيق مسند أحمد (٤/ ٦٧) [ط. دار المعارف] إلى تخطئة من نفى سماع الضحاك من ابن عباس، واستدل بتقدم وفاة الضحاك، وبما رواه أبو جناب الكلبي عنه أنه قال: جاورت ابن عباس سبع سنين، وفيما استدل به أحمد شاكر نظر، فإن أبا جناب ضعيف، قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (٤/ ٦٠٠): «أبو جناب ليس بقوي، والأول أصح»؛ يعني عدم سماع الضحاك من ابن عباس، ثم هو معارض بإخبار الضحاك عن نفسه أنه لم يسمع من ابن عباس، وقد رواه عنه من هو أوثق من أبي جناب، والله أعلم.

<<  <   >  >>