للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سيأتي، وقد تكون قراءة أبي صالح مخالفة لقراءة الشعبي فأنكرها.

ومعاتبته لأبي صالح على تفسير القرآن مع عدم حفظه يفيد أنه يرى ضرورة أن يكون المفسر حافظاً لكتاب الله، وهذا ما لم يذكره أحد شرطاً للمفسر (١).

الأمر الثاني: الطعن في مروياته والقدح في عدالته، وأثير ضده أمران:

١ - ما يتعلق بسماعه من ابن عباس - رضي الله عنهما - والذي يروي عنه نسخة كبيرة في التفسير، فعن عمرو بن قيس الملائى (٢)

قال: «كان مجاهد ينهى عن تفسير أبي صالح» (٣).

وفي رواية عنه قال: «كان مجاهد ينهاني عن أبي صالح صاحب الكلبي» (٤).


(١) انظر: الإتقان (٢/ ٢٢٥)، والقول المحرر لترجمة أبي صالح باذام المفسر د. العوني (ص ٢٢).
(٢) هو أبو عبد الله الكوفي، روى عن عكرمة وأبي إسحاق السبيعي، وعنه الثوري وغيره، أخرج له مسلم وأصحاب السنن، من ثقات الكوفة وعبادهم، توفي سنة (١٤٦) بسجستان.

انظر: التاريخ الكبير (٣/ ٢/٣٦٣)، والثقات لابن حبان (٧/ ٢٢١)، وتهذيب التهذيب (٣/ ٢٩٩).
(٣) التاريخ الكبير (١/ ٢/١٤٤)، والكامل لابن عدي (٢/ ٢٥٦).
(٤) الضعفاء الكبير للعقيلي (١/ ١٦٥)، والجرح والتعديل (١/ ١/٤٣٢)، والكلبي هو أبو النضر محمد بن السائب بن بشر الكلبي الكوفي، روى عن الشعبي وجماعة، برز في علم النسب والتفسير، واتهم بالكذب ورمي بالرفض، ألف في تفسير القرآن، وتوفي عام (١٤٦).
انظر في ترجمته: ميزان الاعتدال (٥/ ٢)، وتهذيب التهذيب (٣/ ٥٦٩)، وطبقات المفسرين للداودي (٢/ ١٤٩).

<<  <   >  >>