للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولم يذكر عمرو سبب نهي مجاهد عن أبي صالح وتفسيره، ويبدو أنه قال ذلك بالكوفة، فقد قدم إليها هو وأبو صالح واستقرا بها (١)، وعمرو بن قيس الذي نهاه مجاهد كوفي أيضاً، فلعل مجاهداً لما قدم الكوفة ورأى تصدر أبي صالح للتفسير كما تشير إليه الرواية السابقة عن الشعبي (٢)، ورأى إكثاره من الرواية عن ابن عباس أنكر ذلك لعدم شهرته بالرواية عنه والتتلمذ على يديه، وهذا هو الظاهر فمجاهد من أخص تلاميذ ابن عباس وأقربهم إليه، وأكثرهم تلقياً لتفسيره، ولذا نص بعض الحفاظ على عدم سماع أبي صالح من ابن عباس؛ كقول الإمام مسلم: «وأبو صالح باذام قد اتقى الناس حديثه، ولا يثبت له سماع من ابن عباس» (٣).

وقول ابن حبان: «يحدث عن ابن عباس ولم يسمع منه» (٤).

وقد أنكر بعض حفاظ أهل مكة ومحدثيها ممن يروي عن ابن عباس معرفته


(١) تقدم أن مجاهداً سكن الكوفة في آخر حياته، وأما أبو صالح فقد ذكره ابن سعد في الطبقات الكبرى (٦/ ٢٠٧) ضمن الطبقة الثانية من الكوفيين، ونسبه للكوفة: البخاري في التاريخ الكبير (١/ ٢/١٤٤) وفي الضعفاء (ص ٤١٤)، والنسائي في الضعفاء (ص ٦٣).
(٢) وفي الضعفاء الكبير للعقيلي (١/ ١٦٥) عن الأعمش - وهو كوفي - قال: «كنا نأتي مجاهداً فنمر على أبي صالح، وعنده بضعة عشر غلاماً ما نرى أن عنده شيئاً».
(٣) فتح الباري لابن رجب (٣/ ٢٠١)، وعزاه إلى كتاب التفصيل لمسلم.
(٤) المجروحين (١/ ٢١٠).

<<  <   >  >>