للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بأبي صالح، فعن سفيان قال: «سمعت إسماعيل بن أبي خالد أو مالك بن مغول (١) يقول: سمعت أبا صالح يقول: ما بمكة أحد إلا علمته القرآن أو علمته إياه، قال سفيان: فسألت عمرو بن دينار عن أبي صالح، فقال: لا أعرفه» (٢).

ومن هنا يرى بعض العلماء أن روايته عن ابن عباس إنما كانت عن طريق كتب وجدها وليست سماعاً مباشراً، فعن مغيرة بن مقسم قال: «إنما كان أبو صالح صاحب الكلبي يعلم الصبيان، وكان يضعف تفسيره، ويقول: كتب أصابها، وتعجب ممن يروى عنه» (٣).

وعلى التسليم بسماعه من ابن عباس فإنه يعد قليلاً جداً بالنسبة إلى ما لم يسمعه، وهو ما أشار إليه الإمام أحمد - رحمه الله -، فعن مهنا (٤)

قال: «قال أحمد بن حنبل: لم


(١) هو أبو عبد الله البجلي الكوفي، روى عن الشعبي وعطاء ونافع، وعنه شعبة والثوري، كان ثقة ثبتاً كثير الحديث، خرج له أصحاب الكتب الستة، وتوفي بالكوفة سنة (١٥٨ أو ١٥٩).
انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (٦/ ٢٥٤)، والتاريخ الكبير (٤/ ١/٣١٤)، وتهذيب التهذيب (٤/ ١٥).
(٢) المعرفة والتاريخ (٢/ ٦٨٥)، والضعفاء الكبير للعقيلي (١/ ١٦٦).
(٣) الضعفاء الكبير للعقيلي (١/ ١٦٦).
(٤) هو أبو عبد الله مهنا بن يحيى الشامي، من كبار أصحاب الإمام أحمد؛ لازمه أكثر من أربعين سنة، ورحل معه إلى عبد الرزاق في اليمن، وروى عنه مسائل كثيرة جداً، وكان أحمد يجله ويكرمه.

انظر: طبقات الحنابلة لأبي يعلى (١/ ٣٤٥)، وتاريخ بغداد (١٣/ ٢٦٦)، وتاريخ الإسلام حوادث سنة (٢٥١ - ٢٦٠ ص ٣٥٤).

<<  <   >  >>