للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تتأولون هذه الآية هذا التأويل، وإنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار، لما أعز الله الإسلام وكثر ناصروه، فقال بعضنا لبعض سراً دون رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن أموالنا قد ضاعت، وإن الله قد أعز الإسلام وكثر ناصروه، فلو أقمنا في أموالنا فأصلحنا ما ضاع منها، فأنزل الله تبارك وتعالى على نبيه - صلى الله عليه وسلم - يرد علينا ما قلنا: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} (١)،

فكانت التهلكة الإقامة على الأموال وإصلاحها وتركنا الغزو» (٢).

وهذا التأويل الذي أنكره أبو أيوب أنكره غيره من الصحابة:

فعن مدرك بن عوف (٣) أن الناس ذكروا عند عمر - رضي الله عنه - بعض من قتل في سبيل


(١) سورة البقرة من الآية (١٩٥) ..
(٢) أخرجه أبو داود في كتاب الجهاد، باب في قوله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} (٣/ ١٢)، والترمذي في سننه، في أبواب التفسير، باب ومن سورة البقرة (٨/ ١٦٤) وهذا لفظه، وقال: «هذا حديث حسن غريب صحيح»، وأخرجه النسائي في السنن الكبرى، كتاب التفسير، باب قوله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} (٦/ ٢٩٩)، والطيالسي في مسنده (ص ٨١ - ٨٢)، والطبري في جامع البيان (٣/ ٣٢٣)، وابن أبي حاتم في تفسيره (١/ ٣٣٠)، وابن حبان في صحيحه كما في الإحسان (٧/ ١٠٥)، والحاكم في المستدرك (٢/ ٢٧٥) وقال: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه»، وانظر العجاب لابن حجر (ص ٢٩٠).
(٣) البجلي الأحمسي الكوفي، اختلف في صحبته، يروي عن كبار الصحابة، وروى عنه قيس بن أبي حازم.
انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (٦/ ١٠٨)، والاستيعاب (١٠/ ٥٦).

<<  <   >  >>