للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المفسرين (١)، وكان يقول: «كان هذا في بعض أهل الملل، ولم يكن بآدم».

ويقول: «عني بهذا ذرية آدم من أشرك منهم بعده، يعني بقوله: {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا}».

وفي رواية ثالثة عنه قال: «هم اليهود والنصارى، رزقهم الله أولاداً فهَوَّدُوا ونَصَّرُوا» (٢).

ولعل الذي دعا الحسن إلى هذا الإنكار أن الفعل المذكور في الآية من جعل الشركاء لله لا يليق بمقام النبوة، وقد انتقد الحسن عدة تفسيرات لأنها تخل بمقام الأنبياء والملائكة وتقدم بعضها، وسيأتي عنه أقوال أخرى، وهذا يدل على اهتمامه بهذه القضية (٣).

* ومما يؤكد حرص الصحابة والتابعين - رضي الله عنهم - على حفظ مقام الأنبياء من القدح فيه، أنهم يدفعون ما يفهمه بعض الناس من الآيات التي تتحدث عن الأنبياء، فقد يفهمون منها ما لا ينبغي في حق الأنبياء؛ يعزز هذا الفهم - أحياناً - ما يوجد في


(١) انظر: جامع البيان (١٠/ ٦٢٩)، ومعالم التنزيل (٣/ ٣١٤).
(٢) أخرج هذه الروايات الثلاث ابن جرير في جامع البيان (١٠/ ٦٢٩)، وانظر: تفسير عبد الرزاق (١/ ٢٢٨)، وتفسير ابن أبي حاتم (٥/ ١٦٣٤)، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (٣/ ٥٢٩)، والدر (٣/ ١٥٢).
(٣) انظر تفسير التابعين (٢/ ٧٢٩ - ٧٣٠).

<<  <   >  >>