للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والغضِّ في الخطاب» (١).

ومما جاء عن الصحابة والتابعين في نقد التفسير بهذا الأصل:

١ - في قول الله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} (٢).

أنكر الحسن البصري - رحمه الله - أن يكون إبليس من الملائكة فقال: «ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قط، وإنه لأصل الجن، كما أن آدم أصل الإنس» (٣).

وفي رواية قال: «قاتل الله أقواماً يزعمون أن إبليس كان من الملائكة، والله تعالى يقول: { ... كَانَ مِنَ الْجِنِّ}» (٤).

وقد عرف عن الحسن موقفه من التأويلات التي تنتقص الأنبياء والملائكة، فيبدو أنه نفى كون إبليس من الملائكة، لمخالفته ما ثبت من عصمة الملائكة من الذنوب، ومن أعظمها كفر إبليس واستكباره عن السجود لله، وقد ذكر الله قصة السجود في سورة الكهف واستكبار إبليس ونعته بالفسوق، فقال: {وَإِذْ قُلْنَا


(١) روح المعاني (٥/ ٤٥).
(٢) سورة البقرة آية (٣٤).
(٣) جامع البيان (١/ ٥٣٩، ١٥/ ٢٨٩).
(٤) سورة الكهف من الآية (٥٠)، والأثر في الدر المنثور (٤/ ٢٢٧) وعزاه إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.

<<  <   >  >>