للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا}» (١).

وجاء عن ابن مسعود - رضي الله عنه - إنكار النسخ، فقال: «إنها لمحكمة ما نسخت ولا تنسخ إلى يوم القيامة» (٢).

فعكرمة والحسن أرادا بالنسخ بيان أن الأكل الوارد في سورة النور، والذي فهم بعض الناس دخوله في آية النساء ليس من أكل الأموال بالباطل، وأما إنكار ابن مسعود للنسخ فإنه أراد بقاء حكم آية النساء في تحريم أكل أموال الناس بالباطل وهذا بالاتفاق.

فالآيتان محكمتان، وآية النور نفت ما فهمه البعض من آية النساء، وتحرجهم من الأكل عند أحد من الناس خوفاً من الوقوع في أكل أموال الناس بالباطل، فهي أقرب إلى البيان منها إلى النسخ.

٤ - وفي قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ} الآية (٣).


(١) سورة النور من الآية (٦١)، والأثر أخرجه الطبري في جامع البيان (٦/ ٦٢٧)، ونقل في (١٧/ ٣٦٦) عن ابن عباس والضحاك نحوه.
(٢) تفسير ابن أبي حاتم (٣/ ٩٢٦)، والمعجم الكبير للطبراني (١٠/ ٩٣)، والدر المنثور (٢/ ١٤٣).
(٣) (٥٨) من سورة النور.

<<  <   >  >>