للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جاء عن بعض السلف أن هذه الآية منسوخة (١)، وأنكر بعض التابعين ذلك:

فعن سعيد بن جبير - رحمه الله - قال: «يقولون هي منسوخة، لا والله ما نسخها شيء، ولكنها مما تهاون به الناس» (٢).

وسئل الشعبي - رحمه الله -: «أمنسوخة هي؟ ، فقال: لا والله ما نسخت، فقيل له: إن الناس لا يعملون بها، قال: الله المستعان» (٣).

ويبدو أن الذي دعا بعض الناس إلى توهم نسخها أن الناس تركوا العمل بها، فعن ابن عباس أن رجلين سألاه عن الاستئذان في الثلاث عورات التي أمر الله بها في القرآن، فقال: «إن الله ستِّير يحب الستر، كان الناس ليس لهم ستور على أبوابهم ولا حِجال في بيوتهم، فربما فاجأ الرجل خادمه أو ولده أو يتيمة في حجره، وهو على أهله، فأمرهم الله أن يستأذنوا في تلك العورات التي سمى الله، ثم جاء الله بعد بالستور، فبسط الله عليهم الرزق، فاتخذوا الستور واتخذوا الحِجَال، فرأى الناس أن ذلك قد كفاهم من الاستئذان الذي أمروا به» (٤).


(١) انظر: الناسخ والمنسوخ لأبي جعفر النحاس (٢/ ٥٥١)، والإيضاح (ص ٣٦٦).
(٢) الناسخ والمنسوخ لأبي عبيد (ص ٢٢١)، وجامع البيان (١٧/ ٣٥٥).
(٣) الناسخ والمنسوخ لأبي عبيد (ص ٢٢٠)، ومصنف ابن أبي شيبة (٤/ ٤٠٠)، وجامع البيان (١٧/ ٣٥٤)، وتفسير ابن أبي حاتم (٨/ ٢٦٣٣)، والناسخ والمنسوخ لأبي جعفر النحاس (٢/ ٥٥٧).
(٤) سنن أبي داود، كتاب الأدب، باب الاستئذان في العورات الثلاث (٤/ ٣٤٩)، والناسخ والمنسوخ لأبي عبيد (ص ٢٢١)، وتفسير ابن أبي حاتم (٨/ ٢٦٣٢) واللفظ له، والناسخ والمنسوخ لأبي جعفر النحاس (٢/ ٥٥٤)، وصحح ابن كثير إسناده في تفسيره (٦/ ٩٠).

<<  <   >  >>