الصحابة والتابعين وأسسهم النقدية، فلم تقتصر على نوع أو اتجاه واحد في الاستدلال، وإنما اتسع أفقهم النقدي في هذا الباب، فاعتمدوا الأدلة النقلية والعقلية التي تقوي النقد وتقنع المخطئ، وترده إلى جادة الصواب.
ومن الضروري أن تكون هذه الأدلة والقواعد النقدية أمام أعين المفسرين والمطالعين لكتب التفسير، ليتمكنوا من سبر الأقوال والمرويات، ونقد ما يخالف القواعد التي قررها الصحابة والتابعون - رضي الله عنهم -.
٩ - ينبغي لمن يقرأ في تفسير الصحابة والتابعين معرفة مصطلحاتهم الخاصة المختلفة عن المصطلحات التي قررها العلماء بعد عصرهم، وتتميز مصطلحاتهم بالشمولية والاتساع، مثل مفهومهم للنسخ والمتشابه.
١٠ - حاجة نقد التفسير إلى دراسات أعمق وأشمل، فالحديث عن تأصيله وبيان مناهج العلماء فيه لم يأخذ حقه من الدراسة والتحليل، ويبدو أن الاشتغال بممارسة النقد شغل عن ذلك، فالحاجة ماسة لدراسات أوسع عن هذا الموضوع المهم تتمم النقص في هذه الرسالة، سيما وأن هذه الدراسة اقتصرت على عصر محدد لم تأخذ فيها الاختلافات الشكل الخطير الذي آلت إليه فيما بعد، كما أن الأخطاء في فهم القرآن في عصر الصحابة والتابعين أقل بكثير مما وقع بعد عصرهم، ومعلوم أنه كلما اتسعت دائرة الخطأ والاختلاف اتسعت دائرة النقد تبعاً لذلك، وقد يرى القارئ أن ثمة مناهج ومذاهب في التفسير لم نتناولها بالدراسة، وما ذاك إلا لأنها لم تكن موجودة في عهد الصحابة والتابعين - رضي الله عنهم - فلم ينتقدوها، وقد قام العلماء بعدهم