للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في كتابي المسمى بـ «الجواهر المجموعة» (١) ، قال ابن عمر -رضي الله عنهما-: «لقد رأيتنا وما صاحب الدينار والدرهم بأحق به من أخيه المسلم، ثم لقد رأيتنا بأخرةٍ الآن والدينار والدرهم أحب إلى أحدِنا من أخيه المسلم» (٢) .

وما أحسن قول القائل (٣) :


= بميزان عصرنا ما استطعنا إلا التسليم مع بالغ الدهشة، ولعلّنا نعد فعلهم (سفهاً) !! حاشاهم، فإن لكل عصر موازين لأمواله قد لا تشابه عصراً آخر، والقمة في التصور والتطبيق كان في حال السلف وفعلهم، وتأمّل ما ذكره المصنّف جيداً، فإنّ به ومن خلاله نستطيع أن نضع كل شيء في مكانه، والتطبيق العملي للسلف -فيما أشار إليه المصنّف- هو الأنموذج العلمي الناصع لفهم نصوص الكتاب والسنة، وقد أحسن المصنف في تأييد ما ذهب إليه من تفصيل بتأكيد ما كانوا عليه من فهم وعمل.
(١) تتمة اسمه: «والنوادر المسموعة» ، وهو مطبوع سنة ١٤٢١هـ عن دار ابن حزم، بتحقيق الأستاذ محمد خير رمضان يوسف في (٤٥٤) صفحة.
وانظر عنه: كتابي «مؤلفات السَّخاوي» (رقم ١٨٢- الطبعة الثانية) ، وهي مزيَّدة ومنقَّحة.
وما أشار إليه مذكور فيه (ص٧٠، وما بعدها) .
(٢) أورده المصنف في «الجواهر المجموعة» (١٢٨) دون آخره: «ثم لقد رأيتنا ... » ، ولم يعزه فيه لأحد -أيضاً-، ثم وجدته مسنداً هكذا عند البيهقي في «الشعب» (رقم ١٠٨٧٠) من طريق سعدان ابن نصر -وهو ليس في «جزئه» المشهور المطبوع-: نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن نافع، عن ابن عمر. وإسناده صحيح.
• تنبيه مهم: ورد هذا القول عن ابن عمر -أيضاً- ثم قا ل-رضي الله عنه-: «سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إذا ضنَّ الناس بالدينار والدرهم ... » كما في رواية البيهقي في «الشعب» (١٠٨٧١) -أيضاً-، وقد خرّجت الحديث المذكور في تعليقي على «إعلام الموقعين» (٥/٧٧-٧٨) ، ولله الحمد والمنّة.
(٣) أول بيتين في «المناقب والمثالب» (ص٢٣٢ رقم ٧٢٩) منسوبان لحاتم الطائي! وليسا في «ديوانه» ، وهما ليسا له. والصحيح أنهما لبكر بن النّطاح، وهما في «ديوانه» (٢٣٩) ضمن (شعراء مقلّون) و (٢/٤٢١) ضمن (أشعار اللصوص) ، والثاني وقبله آخر في «ثمرات الأوراق» (١٢٦) لأبي دلف العجلي، وهما بلا نسبة في «العقد الفريد» (١/١٩٨- ط. دار الكتب العلمية) ، و «روضة العقلاء» (٢١٣) ، والثاني -غير منسوب أيضاً- في «بقية الخاطريات» (٦١) .

وأول اثنين عند الكلاباذي في «بحر الفوائد» (ص ٣٣١) ، وقبلهما: «أنشدني أبو القاسم الحكيم -رحمه الله- ... » ، وعقبهما في بيان (شرف الفقر) : «وكفاك بفضل بينهما أن ذا المال يحتاج إلى التطهير، ولولا التدنس به لم تطهره الزكاة» .

<<  <   >  >>