وأورد القرطبي في «تفسيره» (١٥/٢١٥-٢١٦) مثله، وقرر قولة سفيان، وردَّ على صاحب «قوت القلوب» فيما عكر به عليه بكلام جيّد، ينظر. ونقل ابن مفلح في «الآداب الشرعية» (٣/٤٦٨-٤٦٩) من «تاريخ نيسابور» مناظرة لصاحبه -وهو أبو عبد الله الحاكم- مع شيخه عبيد الله بن محمد بن نافع بن مكرم الزاهد (ت ٣٨٤هـ) حول الفقر والغنى، أيهما أفضل، وفيها: «إنما يتفاضل الناس بإيمانهم» ، وهذا الذي تبناه ابن تيمية، فيما نقلناه لك. وانظر لمن فضّل (الغنى) الآيات: النساء: ٩٥-٩٦، سبأ: ٣٧، ص:٤٤، وتفسيرها -على الترتيب- عند القرطبي: (٥/٣٤٣، ١٤/٣٠٦، ١٥/٢١٥، ٢١٦) . ولمن فضّل (الفقر) الآيات: البقرة: ٢٦٨، ص: ٢٤، عبس: ١-٤، وتفسيرها -على الترتيب- عند القرطبي: (٣/٣٢٩، ١٥/٢١٥، ٢١٦، ١٩/٢١٣) . الثالثة: سبق أن ذكرنا مصادر الشافعية وغيرهم في (المفاضلة) عند تقديمنا لهذا الجزء. وانظر «فتاوى ابن الصلاح» (ص ٤٧-٥٠، ٥٢) ، «الفتاوى الحديثية» (ص ٤٤-٤٥) لابن حجر الهيتمي، وللعز بن عبد السلام في «قواعد الأحكام» (٢/٣٦٢-٣٦٥) ، كلمة مهمة في (المسألة) تقدمت بتمامها في التعليق على (ص ١١٨) ، وقال في «شجرة المعارف والأحوال وصالح الأقوال والأعمال» (ص ٢٥٥-٢٥٦) في شرحه لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إنّ هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بحقه ووضعه في حقه فنعم المعونة هو. ومن أخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع» أخرجه البخاري (٦٤٢٧) وغيره، قال: «مدح - صلى الله عليه وسلم - المال في حق من صرفه في جهات القُربات؛ لأنه صار وسيلة إلى القُرب من الله، ولأن الصدقات تكفر الخطيئات، وترفع الدرجات. فمدح المال بـ «نِعم» : الحاوية للمدح العام لما ذكرته، وما جاء من ذم الدنيا ومتاعها وزينتها وزخرفها، فإنما جاء لأنه شاغل عن طاعة الله، مُلْهٍ عن ذكر الله وشكره، حاملٌ على الطغيان في أغلب الأحيان. فلذلك غلب ذم الدُّنيا ومتاعها لغلبة أدائها إلى ذلك. وندر مدحها لندرة من يصرفها في مصارفها. وقد جعل الله إنفاق ذلك قربة إليه ومُزلفاً لديه فقال: {أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ} [التوبة: ٩٩] ، وقال: {وَمَا تُنْفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَآءَ وَجْهِ اللَّهِ} [البقرة: ٢٧٢] » . =