للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صالح، سمع منه علي بن الحسن قبل أن يذهب بصره، وسمع عتاب بن زياد منه بعدما ذهب بصره" (١).

وقال النسائي: "لا بأس به، إلا أنه كان قد ذهب بصره في آخر عمره، فمن كتب عنه قبل ذلك فحديثه جيد" (٢).

وعبد الرزاق بن همام الصنعاني، ثقة إمام مشهور، لكن الذي يظهر أن في حفظه شيئا، فكان الأئمة يأخذون عنه من كتابه وهو صحيح البصر، كما تقدم آنفا عن ابن معين، ومثله عن أحمد أيضا وغيره، وقد خطأه الأئمة في أحاديث، وذكروا أنه كان يحدث بها من حفظه (٣)، وذلك أنه لما عمي صار يحدث من حفظه، وربما لُقِّن ما ليس في كتابه، فجاءت عنه أحاديث مناكير، قال أحمد: "حديث عبد الرزاق حديث أبي هريرة: "النار جبار"، إنما هو: "البئر جبار"، وإنما كتبنا كتبه على الوجه، وهؤلاء الذين كتبوا عنه سنة ست ومئتين إنما ذهبوا إليه وهو أعمى، فلُقِّن فقَبِلَه ومَرَّ فيه" (٤)، وقال أحمد أيضا: "أتينا عبد الرزاق قبل المئتين، وهو صحيح البصر، ومن سمع منه بعدما ذهب بصره فهو ضعيف السماع" (٥).

فهذه أسباب للتحديث من الحفظ دون الكتاب، وقد يكون هناك


(١) "سؤالات أبي داود" ص ٣٥٩، وانظر: "شرح علل الترمذي"٢: ٧٥٤.
(٢) "سنن النسائي الكبرى"٢: ١٢٢ بعد حديث ٢٦٧٧.
(٣) "علل الدارقطني"٩: ٢٥٣، و"شرح علل الترمذي"٢: ٧٥٦ - ٧٥٧.
(٤) "مسائل إسحاق"٢: ٢٠٢.
(٥) "تاريخ أبي زرعة الدمشقي"١: ٤٥٧، وانظر: "العلل ومعرفة الرجال"٣: ١٥ - ١٦، و"مسائل إسحاق"٢: ٢٠٤، ٢٣٣، و"مقدمة ابن الصلاح" ص ٥٩٧، و"تهذيب الكمال"١٨: ٥٧ - ٥٨، و"شرح علل الترمذي"٢: ٧٥٢ - ٧٥٤.

<<  <   >  >>