للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

طريقها الاستفادة من جهود الأئمة الآخرين، لكنها في المواضع التي يشتد فيها الاشتباه ويعارضها قرينة أخرى غير كافية لوحدها.

وهناك أمر آخر مهم ينبغي التنبه له، وهو تصرفات بعض محققي كتب الأطراف، واجتهاداتهم في تفسير بعض الرواة، ولا يكون ذلك صوابًا، من ذلك أن المِزِّي ساق من "سنن النسائي الكبرى" هذا الإسناد: عن يحيى بن حبيب بن عربي، عن حماد، عن يحيى بن سعيد ... (١)، فأضاف المحقق بعد اسم حماد: (بن سلمة)، وهو اجتهاد مخطئ، إنما هو حماد بن زيد، هكذا سماه الدولابي في روايته للحديث عن يحيى بن حبيب (٢)، ويحيى بن حبيب ليس له رواية عن حماد بن سلمة، ولم يدركه (٣).

[النوع الرابع: طرق الحديث الأخرى]

من أهم وسائل تمييز الرواة ولا سيما حين يشتد الاشتباه النظر في الطرق الأخرى للحديث، فقد يوجد في بعض الطرق زيادة بيان لأحد الرواة كان مشتبها مع غيره في الطريق الذي مع الباحث، فتميز بالطريق الجديد.

والطرق التي يحصل بها تمييز الرواة على قسمين:

القسم الأول: الطرق إلى المؤلفين، وأعني بها الروايات عن المؤلف صاحب الإسناد الذي مع الباحث، فقد يوجد في بعض الروايات لكتاب من كتب السنة ما يفسر من كان مهملا في الرواية


(١) "سنن النسائي" حديث ٤٢٦٥، و"تحفة الأشراف"٣: ٢٥٥.
(٢) "الكنى والأسماء"١: ٧٢.
(٣) "تهذيب الكمال"٧: ٢٤٤، ٢٥٩، ٢٦٨.

<<  <   >  >>