للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٢ - مشاركته لغيره أو تفرده]

أولى الأئمة في حكمهم على الراوي تفرده بالرواية عناية خاصة، فإذا كان الراوي قد وافقه غيره فيما يرويه دل ذلك على صدقه وتثبته، وإذا تفرد عن غيره فيما يرويه أو في بعض ذلك أوجد في نفوسهم ريبة أن يكون غير صادق، أو غير ضابط، مع مراعاة أمور أخرى في الراوي، وزمنه، وشيخه الذي يروي عنه.

وهذه أمور تحتها تفاصيل، يأتي الحديث عنها -إن شاء الله تعالى- في (مقارنة المرويات) في مبحث (تفرد الراوي بالحديث)، والمقصود هنا بيان أن تفرد الراوي ببعض ما يرويه له أثر كبير في الحكم عليه، كما قال شعبة لما سئل: من الذي يترك حديثه؟ قال: "إذا حدث عن المعروفين ما لا يعرفه المعروفون ... طرح حديثه" (١)، وفي رواية عنه: "إذا روى عن المعروفين ما لا يعرفه المعروفون فأكثر ترك حديثه ... " (٢).

وقال أحمد في هشام بن حسان موضحا أثر المتابعة على درجة


(١) "الكفاية" ص ١٤٢، ١٤٥.
(٢) "الجرح والتعديل"٢: ٣٢، و"الكفاية" ص ١٥٤.

<<  <   >  >>