للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالكذب-: "سمعته يقول: حدثنا حماد، عن إبراهيم، فقلت له: أنت سمعته من حماد؟ قال: استغفر الله، حدثنا حماد بن سلمة، عن حماد، عن إبراهيم" (١).

وقال ابن عدي: "سمعت أبا عبد الله النَّهاوَنْدي بحران في مجلس أبي عَرُوبة يقول: قلت لغلام خليل: هذه الأحاديث الرقائق التي تحدث بها؟ قال: وضعناها لنرقق بها قلوب العامة" (٢).

[ثالثًا: اختبار الراوي وامتحانه]

من الطرق المهمة لمعرفة عدالة الراوي وضبطه، ودرجة ذلك، أن يختبر مباشرة في مروياته، فتنكشف حاله، ويصفه الناقد بما يراه مناسبا، وهناك وسيلتان مشهورتان لاختبار الرواة:

الأولى: تلقين الراوي، فتدفع إليه أحاديث ليست من حديثه أصلا، أو هي من حديثه لكن تم التصرف فيها بالقلب، فجعل إسناد هذا الحديث لمتن آخر، ومتنه لإسناد آخر، أو بالزيادة كأن يكون حديثا مرسلا فيزاد فيه ذكر الصحابي، أو موقوفا فيرفع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو يزاد في متنه ما ليس منه، وقد يتصرف فيها بالنقص.

فإن قرأها الراوي كما دفعت إليه، أو أقر بها إن قرأت عليه، حكم عليه بأنه يقبل التلقين، واعتبر ذلك خللا في حفظه وضبطه، ومع بعض


(١) "الكامل"٧: ٢٦٨٣.
(٢) "الكامل"١: ١٩٨.
وانظر نصوصًا أخرى بهذا المعنى في: "أسئلة البرذعي لأبي زرعة" ص ٧٣٧، و"المجروحين"١: ٧٠، ٧١ - ٧٣، و"الجامع لأخلاق الراوي"٢: ١٧٠ - ١٧١، و"تهذيب التهذيب"٥: ٢٣.

<<  <   >  >>