للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

-أو كما قال يحيى-، فإذا الحديث قد مر بي صحيح، فعلمت أنه كما قال -أو كما قال يحيى في هذا الكلام كله-" (١).

وكان المبارك بن حسان البصري قد خرج من البصرة ونزل مكة، فذكر أبو سلمة التَّبُوذكي البصري أنه قد سمع منه، وتوقف في ذلك بعض الأئمة، وقد أشار إلى ذلك أحمد، قال أبو داود: "قال لي أحمد: ترى أبا سلمة -يعني المبارك- سمع منه؟ وتبسم" (٢).

وممن توقف في سماعه منه علي بن المديني، واضطر أبو سلمة التَّبُوذكي إلى إشهاد الجيران أن المبارك بن حسان قد قدم إلى البصرة بعد خروجه منها، قال ابن أبي خَيْثَمة: "عاب علي بن المديني أبا سلمة، قال: كيف سمع من المبارك وقد خرج عن البصرة قديما؟ قال: فبلغني أن أبا سلمة ذهب إلى جيران المبارك فشهدوا أن المبارك قدم البصرة مختفيا، فسمع منه أبو سلمة في حال اختفائه" (٣).

وأما مراجعة بعض النقاد لكلام نقاد آخرين فأمثلته كثيرة جدا، فمن ذلك أن يحيى بن سعيد القطان كان يضعف همام بن يحيى البصري، ولا يحدث عنه، وكان يراجع في ذلك فلا يقبل، وخالفه كثير من النقاد في رأيه، حتى قال عبد الرحمن بن مهدي: "ظلم يحيى بن سعيد همام بن يحيى، لم يكن له به علم ولا مجالسة" (٤).


(١) "معرفة الرجال"٢: ٤١، وانظر: "العلل ومعرفة الرجال"١: ٣٠٥.
(٢) "سؤالات أبي داود" ص ٣٥٤.
(٣) "تهذيب التهذيب"١٠: ٢٦.
وانظر أمثلة أخرى لدفاع الراوي عن نفسه في: "الجرح والتعديل"٩: ١٩٣، و"تاريخ بغداد"١٤: ١٥٩، ٧: ١٢١.
(٤) "تهذيب التهذيب"١١: ٧٠.

<<  <   >  >>