للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال البَرْذَعي: "وسئل (يعني أبا زرعة) عن حديث الصُّدَائي في (الأذان)، فقال: الإفريقي -وحرك رأسه-" (١).

وقال أيضا: "ذكرت أصحاب مالك، فذكرت عبد الله بن نافع الصائغ، فَكَلَح وجهه" (٢).

وقال ابن أبي حاتم: "سألت أبا زرعة عن سعيد بن سِنَان أبي مهدي، فأومأ بيده أنه ضعيف" (٣).

وقال أيضا في الحسين بن زيد بن علي: "قلت لأبي: ما تقول فيه؟ فحرك يده وقلبها -يعني تعرف وتنكر-" (٤).

ولا شك أن هذه الأساليب المتنوعة من الأئمة النقاد في وصف الرواة قد أسهمت في إخراج علم الجرح والتعديل عما يكتنفه من جمود، وما قد يصيب الباحث فيه والمطالع لكتبه من ملل، فأضفت هذه الأساليب على هذا العلم روح التشويق والدعابة.

كما أنها برهنت على قدرة هؤلاء الأئمة النقاد على استخدام الأساليب البلاغية في التعبير عن آرائهم.


(١) "أسئلة البرذعي لأبي زرعة" ص ٥١٦، والإفريقي هو عبد الرحمن بن زياد، راوي حديث الصدائي في الأذان.
(٢) "أسئلة البرذعي لأبي زرعة" ص ٧٣٢.
(٣) "الجرح والتعديل"٤: ٢٨.
(٤) "الجرح والتعديل"٣: ٥٣.
وانظر نصوصا أخرى بهذا المعنى في: "علل المروذي" ص ٨٥، ١٤٤، ١٦٨، و"أسئلة البرذعي لأبي زرعة" ص ٣٦٠، ٣٦٢، ٣٦٨، ٤٢٥، ٤٥٠، ٤٧٣، ٤٨٤، ٥١٥، ٥٦٧، ٥٦٨، ٥٧٦، ٧٣٠، ٧٣٣، ٧٥٨، ٧٥٩، و"الجرح والتعديل"١: ١٥٠، ٤: ٢٦، ٢٦٧، ٥: ٢٢٦، ٦: ١٣٩، ٧: ١١٥، و"الضعفاء الكبير"١: ٩١، و"الكامل"٥: ١٦٩٩، و"تاريخ بغداد"٩: ٢٢٩.

<<  <   >  >>