للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يدرس النص بعناية، حتى يغلب على ظنه أن ما أسقطه منه لا تأثير له، أو له تأثير يسير يغتفر في باب الضرورات، فالأمر كما قال السخاوي: "ينبغي حكاية أقوال أهل الجرح والتعديل بنصها، ليتبين ما لعله خفي منها على كثير من الناس" (١).

ولتوضيح خطورة قطع النصوص واجتزائها سأذكر الآن نماذج مما وقفت عليه من نصوص وقع فيها ذلك، دون التعرض للغرض منه.

فمن ذلك أن البخاري روى عن عمرو بن علي الفلَّاس قوله: "كان يحيى لا يحدث عن أبي معشر المدني، ويضعفه جدا، ويضحك إذا ذكره" (٢).

وروى النص محمد بن إبراهيم بن شعيب، ومحمد بن الحسن البابْسِيْري، عن عمرو بن علي، وزادا فيه: "وكان عبد الرحمن يحدث عنه"، إلا أن الأول ليس في روايته: "جدا" (٣).

ورواه عنه محمد بن عيسى، وزاد على الزيادة: "ثم تركه" (٤).

وروى ابن أبي حاتم، عن عباس الدوري قوله: "سمعت يحيى بن معين يقول: أبو الأسباط الحارثي شيخ كوفي، يحدث بمناكير" (٥).

والنص في "تاريخ الدوري" أتم منه، ولفظه: "حاتم بن إسماعيل يروي عن أبي أسباط الحارثي، شيخ كوفي، وهو ثقة، قلت له: هو


(١) "فتح المغيث"٢: ١٢٨.
(٢) "التاريخ الصغير"٢: ١٧٢، و"الكامل"٧: ٢٥١٦.
(٣) "الجرح والتعديل"٨: ٤٩٤، و"الكامل"٧: ٢٥١٦، و"تاريخ بغداد"١٣: ٤٢٩.
(٤) "الضعفاء الكبير"٤: ٣٠٨.
(٥) "الجرح والتعديل"٢: ٣٥٧.

<<  <   >  >>