للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والتحريف، مما يؤدي في أحيان كثيرة إلى بعد النص عن مراد قائله.

ويقع التحريف في النسخ المخطوطة، كما يقع بكثرة في المطبوع، ومن أهم أسبابه أن يكون الناقد قد استخدم لفظا غير متداول، أو استخدم أسلوبا قليل الاستعمال.

من ذلك قول أبي عثمان البَرْذَعي: "شهدت أبا حاتم يقول لأبي زرعة: كان يحيى بن معين يقول: يوسف السَّمْتي زنديق، وعائذ بن حبيب زنديق، فقال له أبو زرعة: أما عائذ بن حبيب فصدوق في الحديث، وأما يوسف السَّمْتي فذاهب الحديث، كان يحيى يقول: كذاب، قال أبو عثمان: فرأيت هذه الحكاية التي حكاها أبو حاتم عندي، عن بعض شيوخنا، عن يحيى: كان عائذ بن حبيب (زيدي)، وهو بهذا أشبه، والله أعلم" (١).

وهو كما قال البَرْذَعي، تحرف النص على أبي حاتم، فقد نقل الدوري عن ابن معين توثيقه، وقوله فيه: "قد سمعت من عائذ بن حبيب، وكان يقال: إنه زيدي ... " (٢)، ونقل إسحاق بن منصور، عن ابن معين قوله فيه: "صويلح" (٣).

وكذا سمع منه أحمد، وأثنى عليه خيرا (٤).

وقال ابن الجُنَيْد: "سألت يحيى قلت: يزيد بن هارون كتب عن الجُرَيْري؟ قال: نعم، قال يحيى: وكان كَهْمَس بن الحسن يقول: إن


(١) "أسئلة البرذعي لأبي زرعة" ص ٣٨٤، و"تهذيب الكمال"١٤: ٩٠.
(٢) "تاريخ الدوري عن ابن معين"٢: ٢٩٠.
(٣) "الجرح والتعديل"٧: ١٧.
(٤) "العلل ومعرفة الرجال"٢: ٣٦١، ٣: ٤٥٦.

<<  <   >  >>