للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم خص الحاكم (ت ٤٠٥ هـ) المشهورين من المزكين لرواة الأخبار بمؤلف مستقل، فبلغ بهم أربعين ناقدا، وجعلهم على عشر طبقات، في كل طبقة أربعة منهم، ابتدأهم أيضا بطبقة الصحابة رضوان الله عليهم (١).

ثم جاء الذهبي (ت ٧٤٨ هـ) فجمع أسماء النقاد في رسالة سماها: "ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل" (٢)، فبلغ بهم إلى عصره نحو سبعمئة وخمسة عشر ناقدا، رتبهم على طبقات، وهو يشير بعد كل طبقة -في الغالب- إلى أنه إنما يذكر من حضره اسمه، وقد ترك غيره، ومما قاله بعد سرده للطبقة الخامسة، طبقة البخاري ومسلم: "وخلق كثير لا يحضرني ذكرهم، ربما كان يجتمع في الرحلة المئتان والثلاثمئة بالبلد الواحد، فأقلهم معرفة كأحفظ من في عصرنا" (٣).

غير أن هؤلاء النقاد الذين ذكرهم الذهبي والذين لم يذكرهم ممن صدر منهم النقد ليسوا على درجة واحدة في كثرة النقد وقلته، فمنهم المكثر جدا، ومنهم من يعز النقل عنه، ثم ليسوا أيضا في منزلة واحدة في النقد، بل منهم من تكلم في نقده، إما مطلقا، أو في بعض


(١) "معرفة علوم الحديث" ص ٥٢.
(٢) حقق هذه الرسالة شيخنا عبد الفتاح أبو غدة، ضمن "أربع رسائل في علوم الحديث"، طبعها عدة مرات.
وقد لخص هذه الرسالة السخاوي في كتابه "فتح المغيث"٤: ٣٥٦ - ٣٦٠، وفي كتابه: "الإعلان بالتوبيخ" ص ٧٠٦ - ٧٢٣، وعن هذين الكتابين أفردها شيخنا عبد الفتاح أبو غدة، وطبعها ضمن الرسائل الأربع المشار إليها.
(٣) "ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل" ص ١٩٧.

<<  <   >  >>