للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومثل هذا يقال في المتشددين، يقبل قولهم في التضعيف إذا وافق غيرهم من النقاد المعتبرين، كما يقبل قولهم في التوثيق، ويعد منقبة للراوي، مثل قول أحمد بن حنبل لابنه صالح حين قدم من البصرة: "لم لم تكتب عن عمرو بن مرزوق؟ فقال: نُهيت، فقال: عفان كان يرضى عمرو بن مرزوق، ومن كان يرضي عفان؟ " (١).

وعلق الذهبي على قول ابن المديني المتقدم في عفان، وأبي نُعَيْم، بقوله: "يعني أنه لا يختار قولهما في الجرح لتشديدهما، فأما إذا وثقا أحدا فناهيك به" (٢).

الصنف الثاني: من لم يبلغنا عن النقاد بيان منزلته في النقد، وهؤلاء خلق كثير، غير أن أكثرهم من المقلين جدا من النقد، فهؤلاء يستأنس بكلامهم إذا وافق قول غيرهم من النقاد المعتمدين، أو لم يكن في الراوي غير ما ورد عنهم، وأما إذا عارض قولهم قول ناقد معتمد فلا التفات إلى نقدهم.

مثال ذلك قول خالد بن خِدَاش: "قال لي الدَّرَاوَرْدي، ومَعْن، وعامة أهل المدينة: لا ترد عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، إنه لا يدري ما يقول، ولكن عليك بعبد الله بن زيد" (٣).

فقول الدَّرَاوَرْدي، ومَعْن بن القاسم، في عبد الرحمن بن زيد، وأخيه عبد الله، لائق بحالهما، فإن عبد الله مع تضعيف بعض الأئمة له


(١) "الجرح والتعديل"٦: ٢٦٤.
(٢) "سير أعلام النبلاء"١٠: ٢٥٠.
(٣) "علل المروذي" ص ٢٣٣.

<<  <   >  >>